ايه زلزلتني

بسم الله الرحمن الرحيم
و الصلاة و السلام علي حبيبنا و نبينا و سيدنا ... محمد صلي الله عليه و علي آله و سلم


"مقدمة ... لا بد منها"




أترون هذا .... ؟؟
عود ثقاب مشتعل ...
.
.
ربما لم تتحرك .. ولم تتأثر .. و لم يقشعر جلدك .. !
.
انظر لهذا العود مجددا و تأمله جيدا ... لأننا .... سنعود اليه بعد قليل ...
.


.


أتذكر ... حين كنت تجري الي المطبخ وراء رائحة طعام ماما الشهي ...
و لمست يدك " الفرخة " الساخنة فقفزت قائلا : أي ي ي ي ي !
- - - - - -
أتذكر حين دخلت للأستحمام ... في يوما من ايام الشتاء الشديد البرودة
و فتحت الماء و تركته يسخن ... لانك لم تجرؤ علي ان يلمس الماء البارد جسدك المقشعر المرتجف
ثم هممت بالوقوف تحت الماء ... و لكن
سرعان ما خرجت قبل ان تدخل ! ... لان الماء كان حاااارا
حااااااااااااااااااااارا جداااااااااا
- - - - - -
أتذكرين سكشن العضوية الطويل ... حين كنتي واقفة مع زميلاتك أمام شعلة النار
Dry heat test ... هذا ما كنتم تفعلونه
ثم ... لمس أحد أصابع يدك اليمني " ماسك " صديقتك
فوقع ما في يدك ... و انجذبت - تلقائيا- بعيدا
ياااه ... كم كانت مؤلمة ... أتذكرين كيف انتفخت يدك ... و كيف تورم جلدك
اتذكرين كيف كانت تحرقكي كلما كتبتي .. نظفتي ... أكلتي ... او حتي سلّمتي علي أحد
هناك مواقف عديدة مشابهة ... اريدك ان تستجمعها كلها و تسترجع شعورك لحظتها
( تري هل فهم أحد عن ماذا أنوي أن اتحدث ... ؟! )
" لن نعود لصورة الكبريت الآن ...و لكن اردت فقط ان اذكركم بها "
.
.
.
==================
مبدئيا ... كيف هو الصراط ؟
===============
الصراط ... جسر فوق النار. . يمر عليه الناس ليصلوا الي الجنة
ليس الأمر بهذه البساطة ... !!
إنه ... أدق من الشعرة ...... و...... أحد من السيف
تخيل !!
اتري سلك الماوس الذي بجانبك .. أتحداك ان استطعت ان تقف عليه ان قمنا بشدُّه بين عامودين مثلا
و هو ... طري .. ناعم ... بارد ... و بالتأكيد .. اعرض بكثيييييير من الشعرة !



ما رأيك في هذا المنظر ....
مرعب ... مؤلم ... لا أدري
تخيلي اختي انكي شددتي شعرة من رأسك فوق هذا المنظر لتمشي عليه
و انت ...انظر الي لحيتك ... اتستطيع ان تمشي علي احدي شعيراتها ؟؟؟
لو كان سنمشي فوق هذا المنظر ... لكان اهون
لأننا ... سنمشي فوق نار الآخرة.. وليس الدنيا
أوقد عليها ألف سنة حتي أبيضت...و ألفــًا حتي أحمرت...و ألفـًا أخري حتي أسودت
فهي ... سوداء مظلمة ... لا ينطفئ لهبها
اذا جمعنا كل نيران الدنيا و احرقنا الكواكب كلها و وفجرنا النجوم و صنعنا لهبا عظيما من كل هذا
... فهو لا شئ مقارنة بنار الآخرة ...
كما انها ... ترمي بشرر كالقـصــــر
أي ان بيتك ... لم يكمل حتي شرارة واحدة منها
يا رب سلّم ....
فك ساقاك ( لو كنت متربعا !! ) .. ضعهما علي الأرض و قف
تخيل انك تسير علي شعرة ... و تري هذا المنظر من تحتك
كيف سنتمكن من ان نتزن عليها ؟؟ ..... فما بالنا بأن نسيـــر !!
أراك تشعر الآن بمعني " لا حول ولا قوة إلا بالله "
لن نعبر إلا بتوفيق من الله ... ده حتي القلب لا يدق و النفس لا يخرج إلا بتوفيق من الله
-------------
-------

-------
البارحة كنت أقرأ في القرآن ... حتي وصلت إلي هذه الآية
" و إن منكم إلا واردها كان علي ربك حتما مقضيا "
الورود هو المرور علي الصراط ...

أي ان الجميع سيمر ... أنــــــــا سأمر و أنـــــــت ستمر


يتفطر القلب ألما حين سماعها ..

" و إن منكم إلا واردها .... كان علي ربك حتما .. مقضيا "


الكل واردها
.
.

الكل واردها

حتمـــــــــــــــًا


فهلا وقفنا وقفة صادقة ... و قفة تأمل لعلنا نعتبر

أقسم الله اننا سنمر جميعا حتما فوق الصراط

ستري هذه الشعرة ... و ستمر عليها

هناك من يمر كالبرق ... و من يمر راكبا جواد ... و من يركض و من ... يحبو
و منهم من يتعرقل فيتشبث بالشعرة و يكمل المسيرة

ومنهم من تتخطفه الكلاليب

و منهم من يهوي في النار

----------
كل من خلقه الله من بني آدم سوف يمر على الصراط ومن تحته نار جهنم

سوف يمر عليه الجميع بدون إستثناء

ولا نعلم على أي حال سيكون وضعنا

ولكن الذي نعرفه أننا سوف نمر هذا الصراط

لكن هل سيوصلنا إلى باب الجنة ؟؟؟

أم أن لنا أعمالاً تمنعنا من الوصول.........

تخيل نفسك على ذلك الصراط

وأنت تسير وتنظر من أسفلك وترى نار جهنم

سيأتي ذلك اليوم .. غضب الله فيه " غضــــبة " .. لم يغضبها قط

ليس هذا بالأمر الهين ... و لا تكفيه كلمة عسير يوم ... تشيب فيه الولدان ... و تذها المرضعات عما أرضعن

تفكر في خطواتك الأولي ... اول ما وضعت قدمك

وأنت تتذكر زلاتك وغدراتك ...تتذكر عصيانك لرب العزة والجلال

تخشى أن تتعثر قدمك وتسقط في شر أعمالك

حينها سوف تستغيث قائلاً

"يارب يارب ساعدني"

اترككم مع وصف رسول الله لهذا الموقف :

" يعطون نورهم على قدر أعمالهم ، فمنهم من يعطى نوره مثل الجبل بين يديه ، ومنهم من يعطى نوره فوق ذلك ، ومنهم من يعطى نوره مثل النخلة بيمينه ، ومنهم من يعطى دون ذلك بيمينه ، حتى يكون آخر من يعطى نوره على إبهام قدمه ، يضئ مرة ويطفأ مرة ، وإذا أضاء قدم قدمه ، وإذا طفئ قام ، قال فيمر ويمرون على الصراط ، والصراط كحد السيف ، دحض ، مزلة ، فيقال لهم ، امضوا على قدر نوركم ، فمنهم من يمر كانقضاض الكوكب ، ومنهم من يمر كالريح ، ومنهم من يمر كالطرف ، ومنهم من يمر كشد الرجل ، يرمل رملا ، فيمرون على قدر أعمالهم ، حتى يمر الذي نوره على إبهام قدمه ، تخر يد ، وتعلق يد ، وتخر رجل ، وتعلق رجل ، وتصيب جوانبه النار فيخلصون ، فإذا خلصوا قالوا : الحمد لله الذي نجانا منك بعد أن أراناك ، لقد أعطانا الله ما لم يعطأحد "

--------------------------------
المرة القادمة .. حين أصلي و أشعر بأنني أتحرك دون قلبي .. سأذكر وقفتي هذه
لعل تفاني في ركعة ... أو ...اخلاص في سجدة ينجيني
ما لي سواك إلهي ... من يخلصني
- - -
اسأل الله أن يتوب علينا

اسأله تعالي أن يصرف قلوبنا على ما يرضيه

وأن يثبتنا على الحق إلى أن نلاقيه

و أصلي وأسلم على خير خلق الله...محمد ابن عبد الله و علي آله و صحبه و من والاه
=========
===