--------------------------------------------------------------------------------
خطر .. الشات .. على البنات
إن ما يدور في المحادثات الكتابية بين الشباب والشابات على الإنترنت مما يندي له الجبين وتتقطع نياط قلب كل امرئ مسلم عنده غيرة على بنات المسلمين ..
حب .. وغرام .. وغزل .. بل دعوة صريحة للفحش في القول والعلاقات غير الشرعية ..
والذي يحدث في هذه المواقع عبر الإنترنت يقع على مسئولية المراقبين لهذه المواقع والمشرفين عليها , وهذه الممارسات بعيدة كل البعد عن تعاليم الإسلام السمحة النقية الطاهرة , ولقد نهى الإسلام عنها لأنها من الأمور التي تشجع على شيوع الفاحشة في المجتمع الإسلامي ..
إن مثل هذه المواقع مصائد لصيد الفتيات والنساء إلى الرذيلة والوقوع في الزنا والحرام ..
فرغم أن الإنترنت جهاز له منافعه وله مضاره , ولكن للأسف استخدمه الشباب بشكل خاطئ وسيئ نتيجة الفراغ الذي يستأسد بجل وقتهم إلى جانب الجهل والسذاجة وعدم الوعي ..
لقد استخدم هؤلاء الشباب المواقع لإشباع غرائزهم والتلذذ بمكالمة الفتيات ونصب شباكهم حولهن وأسماعهم بكلمات معسولة وكلمات وإعجاب وحب تجعلهن أسرى لطلباتهم الشيطانية بحيث يصبحن لعبة في أيديهم يفعلوا بها ما يريدونه من أعمال ماجنة وفاحشة تنتهي بنهايات مأساوية كلها حسرة وألم ..
فأين دور الأسرة والأب والأم في متابعة ومراقبة أبنائهم وبناتهم ؟ وأين المسئولية في توعية البنات وتحصينهم بالتوجيهات والتحذيرات المفيدة التي تحول دون سقوطهم في مساكن الشياطين ؟ وأين متابعة الأزواج للزوجات وتوجيههن وتحصينهم ضد دعاوى الزيف والخداع بحجة التسلية وسد الفراغ ؟ .. ألم يكن من الأجدى التسلية والترويح عن النفس بما هو مباح ومفيد للفرد والأسرة والمجتمع فيجني الإنسان سعادة الدنيا والآخرة ؟
فأين نحن معشر الأمهات والآباء من قول سيد الخلق صلى الله عليه وسلم :
" كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته " .
وقول نبي الرحمة والإنسانية :
" نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس الصحة والفراغ " .
ألم نسأل عن وقتنا فيما ضيعناه ؟ وفي أي شيء تم استغلاله وقطعه ؟ أبلغ منا التهاون والتسيب إلى هذا الحد ؟ حتى أصبح شبابنا وفتياتنا فريسة للغرائز والشهوات الباطلة ودعاوى الفجور والإباحة التي هي أبعد ما تكون منا ومن عاداتنا وتقاليدنا ومجتمعاتنا التي تتحلى بدعائم الدين السمحة وأسسه القويمة الطاهرة التي تنأى بالفرد والمجتمع إلى السمو الأخلاقي والفضيلة والقيم السامية .
وأين أنتم أيها المسلمون والعلماء والفقهاء تجاه الشر الذي يحدق بشباب أمة المسلمين ..
إنها دعوة من القلب الغيور على شباب وقيم هذه الأمة العظيمة بأخلاقها ومبادئها لكل فرد في المجتمع أن يفيق من غفلته ؟ ويحمي حرمة بيته وأولاده ويؤدي واجباته ويرعى مسئوليته تمام الرعاية ؟ ويربي جيلاً يقود هذا العالم بدلاً من التسكع في الشوارع وقتل الفراغ بالشهوات واللذات الزائفة التي لا تسمن ولا تغني من جوع ..
وعلى رجال الأمة كلهم أن ينهضوا من سباتهم وبدلاً من أن ندس رؤوسنا في التراب كالنعام .. فلنساهم كل بالقدر المناسب له في التوجيه والإرشاد والنصح لهؤلاء الشباب الذين ضلوا الطريق ومحاولة الأخذ بأيديهم لانتشالهم من الوحل الذي يعيشون فيه , ويستميلون إليه الجديد من الشباب والضحايا من الفتيات كل يوم .. بدلاً من أن نجلس كالمتفرجين .
وأين أنتن أيها الأمهات مصانع الرجال ؟ .. أساس ونواة هذه الأمة العظيمة بقيمها وشيمها ومبادئها القويمة هل تخليتن عن وظيفتكن الأساسية لتربية الأبناء على العفة والضمير وحسن القول والعمل .. على مبادئ هذا الدين المنزه عن النواقص ؟ أم أن الدور الرئيس هو الركض دائماً وراء تقاليع الغرب من موضة في المأكل والملبس وحتى العادات والقيم المستوردة الغريبة على مجتمعنا وقيمنا ؟! ..
تلك الأمور التي لا تعود في النهاية إلا إلى الضياع والوقوع في الفساد والندم بعد فوات الأوان ..
أين أنتن من السلف الصالح وأمهات المسلمين وزوجات الصحابة وأمهات المجاهدين وقادة الرأي والعلم والدين الذين سادوا العالم في الأيام الخوالي ؟! ..
إنها صرخة لنفيق من سباتنا العميق لننهض بأمتنا من خلال بناء جيل قوي مدعم بالقيم والمبادئ والأخلاق الرفيعة مسلح بالعلم والإيمان ..
وأين نحن معشر المسلمين من الإنترنت ؟! ..
أكتفينا بأن نكون مجرد مشاهدين ومستوردين لكل ما يصوره لنا عالم الكفر والضلال من سلوكيات شاذة وأخلاق منحطة ودعاوى مغرضة وخطط مدروسة ومحكمة للنخر في كيان هذه الأمة العظيمة بالتلاعب بشبابها ونسائها ؟! ..
أين نحن من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والدعوة والتوجيه ؟!
فلنستعن بالله ونشحذ الهمم للتغلب على هذه الصور غير السوية والغريبة علينا , ولنحمي أبناءنا قبل فوات الأوان والندم في وقت لا يفيد فيه أي ندم .
.. .. .. .. .. .. .. .. ..
المصدر //
فتيات ضائعات