إن حياة أبي بكر صفحة مشرقة من التاريخ الإسلامي
الذي بهر كل تاريخ وَفَاقَه
والذي لم تَحْوِ تواريخ الأمم مجتمعة بعض ما حوى
من الشرف والمجد والإخلاص والجهاد والدعوة لأجل المبادئ السامية
فقد قال فيه رسول الله – صلى الله عليه و سلم -:
«لو كنت متخذًا خليلاً لاتخذت أبا بكر، ولكن أخي وصاحبي»
وقد قال فيه رسول الله – صلى الله عليه و سلم - وفي عمر أيضا:
«اقتدوا بالذين من بعدي: أبي بكر وعمر»
وشهد له عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- بقوله:
أنت سيدنا وخيرنا، وأحبنا إلى رسول الله– صلى الله عليه و سلم –
وقال عنه علي بن أبي طالب لما سأله ابنه محمد ابن الحنفية بقوله:
أي الناس خير بعد رسول الله – صلى الله عليه و سلم -؟
قال: أبو بكر
ولقب أبو بكر بألقاب عديدة
كلها تدل على سمو المكانة وعلو المنزلة وشرف الحسب
منها:
1- العتيق:
لقبه به النبي– صلى الله عليه و سلم - فقد قال له:
«أنت عتيق الله من النار»
فسمي عتيقا
2- الصدِّيق:
لقبه به النبي – صلى الله عليه و سلم - ففي حديث أنس
أنه قال:
إن النبي – صلى الله عليه و سلم - صعد أحدا
وأبو بكر، وعمر، وعثمان،
فرجف بهم فقال:
«اثبت أحد، فإنما عليك نبي وصديق وشهيدان»
وقد لقب بالصديق لكثرة تصديقه للنبي– صلى الله عليه و سلم –
وفي هذا تروي أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- فتقول:
لما أسري بالنبي – صلى الله عليه و سلم - إلى المسجد الأقصى
أصبح يتحدث الناس بذلك
فارتد ناس كانوا آمنوا به وصدقوه
وسعى رجال إلى أبي بكر فقالوا:
هل لك إلى صاحبك؟
يزعم أن أسري به الليلة إلى بيت المقدس!
قال: وقد قال ذلك؟
قالوا: نعم
قال: لئن قال ذلك فقد صدق
قالوا: أو تصدقه أنه ذهب الليلة إلى بيت المقدس وجاء قبل أن يصبح؟!!
قال: نعم
إني لأصدقه فيما هو أبعد من ذلك
أصدقه بخبر السماء في غدوة أو روحة
فلذلك سمي أبو بكر: الصديق
3- الصاحب:
لقبه به الله -عز وجل- في القرآن الكريم:
(إِلاَّ
تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا
ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لاَ
تَحْزَنْ إِنَّ اللهَ مَعَنَا فَأَنْزَلَ اللهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ
وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَّمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ
كَفَرُوا السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللهُ عَزِيزٌ
حَكِيمٌ)
[التوبة:40].
وقد أجمع العلماء على أن الصاحب المقصود هنا هو أبو بكر
فعن أنس أن أبا بكر حدثه فقال:
قلت للنبي– صلى الله عليه و سلم - وهو في الغار:
لو أن أحدهم نظر إلى قدميه لأبصرنا تحت قدميه!!
فقال النبي – صلى الله عليه و سلم -:
«يا أبا بكر، ما ظنك باثنين الله ثالثهما؟»
4- الأتقى:
لقبه به الله -عز وجل- في القرآن الكريم في قوله تعالى:
(وَسَيُجَنَّبُهَا الأتْقَى)[الليل: 17]
وهذا فيما يشير إلى المعذبين في الله الذين أعتقهم أبو بكر
5- الأواه:
لقب أبو بكر بالأواه
وهو لقب يدل على الخوف والوجل والخشية من الله تعالى
وقد كان أبو بكر يسمى بالأواه لرأفته ورحمته